في
دراسة أجرتها مايكروسوفت على استخدام الناس للتقنيات الجديدة، خلصت الشركة إلى أنّ
التقنيات الحديثة تتسبب بشكل رئيسي في تقليل فترة انتباه الأشخاص المستخدمين لها
بكثرة. كجزء من الدراسة ذكرت مايكروسوفت وجود ثلاثة أنواع من الانتباه البشري: المستمر (التركيز لفترات طويلة)، والانتقائي (الحفاظ على التركيز بالرغم
من المُشتتات)، والمتناوب (تحويل
الانتباه بين المهام والمحفزات)، وأجريت الدراسة على ٢٠٠
شخص.
تكونت
الدراسة من استطلاع رأي يقوم الباحث من خلاله بطرح بعض الأسئلة على المشاركين
بالدراسة، مثل أن يطلب منهم ممارسة ألعاب تم تصميمها لقياس فترة الانتباه. بتحليل
البيانات، وجد الباحثون أنّ متوسط فترة الانتباه للمشاركين كانت ثماني ثواني فقط،
بدلًا من ١٢ ثانية طبقًا لدراسة في بداية الألفية الجديدة. ومن جانب آخر وجدت
الدراسة أنّ استخدام الأجهزة الرقمية ساهمت في تحسين مهارات المهام المتعددة.
كما
وجد الباحثون أنّ الأشخاص الذين يستخدمون أجهزتهم الرقمية بكثرة، كانت لديهم مشاكل
أكبر في التركيز أثناء المواقف التي تتطلب الانتباه، ووجدوا أمر آخر مثير
للاهتمام، وهو أنّ الأشخاص الذين اعتادوا استخدام الأجهزة الرقمية من بداية خروجها
تطورت مهارتهم في الانتباه وإدخال كمية كبيرة من البيانات إلى أدمغتهم لمعالجتها
ثم تحويل تركيزهم على شيء آخر، أو بمعنى آخر، هؤلاء الأشخاص لديهم الأفضلية في
تحديد أي المعلومات التي يجب التركيز عليها، وأيها يجب تجاهله.
ومن
جانب آخر، وجد الباحثون أنّ مستخدمي أكثر من شاشة في الوقت نفسه (مثل
استخدام الهاتف أثناء مشاهدة التلفاز) لديهم صعوبة في تصفية
المعلومات المتدفقة إليهم من هذه الأجهزة. في النهاية أشار الباحثون إلى أنّ
عقولنا مازالت تعتاد التقنيات الجديدة وتطورها، وتقليل فترة الانتباه ما هو إلّا
تأثير جانبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق