السبت، 18 أبريل 2015

لهذه الأسباب اكتساب المعرفة عبر الوب أفضل من اكتسابها عبر الكتب


oa_webKnowledge
المعرفة قوة ، هكذا عبر الفيسلوف الأمريكي فرنسيس بيكون ، عندما تعرف الشيء حق المعرفة حينها يمكنك التعامل معه والاستفادة منه او حتى تسخيره لمصحلتك، في الواقع العملي والمعاشي ، أنت بحاجة إلى معرفة قوية في تخصصك أو المجال الذي تهوى الإنتاج فيه من أجل ان تكون فاعلاً في هذا المجال وعاملاً مفيداً لنفسك ولمجتمعك ، لذلك فبناء الأساس المعرفي القوي هو أول خطوة لأي نجاح ترمو إليه وهو البوابة الأولى لأي هدف تريد بلوغه. لكن السؤال هنا: ماهي الطريقة المثلى لاكتساب المعرفة ، أهي من المراجع والكتب أم عبر الوب (مواقع الانترنت)؟
الانترنت وسيلة للوصل إلى المعلومات والحصول على المعرفة مثلما هو الحال مع الكتب ،، هذه الوسائل تكمل بعضها بعضاً، وعندما نقول أن وسيلة هي افضل من الأخرى فلا يعني هذا أن الوسيلة الأخرى لا فائدة منها أو لا داعي لاستخدامها ، لا ، بل يعني هذا أننا ندعوا للتركيز اكثر على الوسيلة الأفضل وتخصيص الوقت الأكبر لها لأنها الأكثر جدوى والافضل لبلوغ الهدف.

o_1الوسائط المتعددة

هنالك بعض العلوم والمعارف التي لا تُفهَم جيداً إلا من خلال الصورة والفيديوهات ،، عندما تشاهد بعينك طريقة عمل الأشياء وتشاهد النتائج العملية فسوف تستوعب أكثر وتفهم أسرع ، شبكة اليوتيوب فيها الكثير والكثير من الفوائد والمعارف والعلوم ، يكفي ان تشاهد فلماً وثائقياً لمدة ساعة عبر اليوتيوب لتفهم محتويات أحد الكتب الذي قد يحتاج منك أسبوع كامل لقراءَته ، إن موقع اليوتيوب هو بوابة ضخمة وكبيرة للعلم والمعرفة ، قد لا ترى فيه ذلك إذا كانت اهتماماتك فيه فقط للتسلية والترفيه ، لكن لو حاولت أن تبحث في أحد أبواب العلوم فسوف تندهش من كمية الفيديوهات المتخصصة في ذلك العلم أو المجال.
إن الوسائط المتعددة قد جعلت من رحلة اكتساب العلم والمعرفة رحلة ممتعة ومشوقة ، الكثير من الأشخاص يضجرون من إطالة قراءة الكتب العلمية المعقدة التي قد لا تفهم ببساطة ، لكن بواسطة المواد الإضافية المساعدة مثل الصورة والأشكال التوضيحية والفيديوهات تصبح هذه المواد اخف على العقل وأسهل للفهم.

o_2حرية الوصول

الإنترنت عالم مفتوح ، لا توجد قيود أو عوائق تمنع أي شخص في أي مكان في العالم أن يكتب ما يريد ، لذلك فسوف تجد معارف وعلوم قد لا تكون متاحة في المكان الذي تعيش فيه أو يكون من الصعب الوصول إليها بسبب بعض الظروف التي قد تحيط بك ، لكن بواسطة الوِب وشبكة الانترنت سوف تتمكن أن تصل إلى الكثير من المعلومات والتقارير والبيانات التي قد تكون مفيدة لك لإجراء بحث معين أو إنجاز دراسة مخصصة عن بلد من البلدان على سبيل المثال.
من خلال شبكة الانترنت يمكنك الوصول إلى معلومات خاصة بكل بلد من البلدان ، معلومات قد لا تجدها في الكتب والمراجع ، معلومات عن المجتمع وعن دراسات إحصائية أجريت على أناس يعيشون على بعد آلاف الكيلومترات عنك ، لست بحاجة إلى الذهاب إلى هنالك لإجراء دراساتك أو أبحاثك ، ستجد العديد من المصادر التي توفر لك البيانات والمعلومات المفيدة من أجل إنتاج مادة علمية مميزة.
جرب واكتب عن أي شيء يخطر ببالك على محرك البحث قوقل ، في الغالب ستجد الكثير من الصفحات التي تتكلم عن ذلك الشيء أو تعطي معلومات عنه ، طبعاً الفائدة الأكبر ستكون من الوب الإنجليزية لأن المحتوى العربي على شبكة الانترنت لازال يعاني من الضحالة (لكن الأمور تتحسن بحمد الله) ، جرب واكتب في مربع البحث في اليوتيوب عن طريقة عمل أو صنع أي شيء يخطر ببالك ،، في الغالب ستجد فيديوهات تشرح لك صنع تلك الأشياء بالخطوات التفصيلية ، جرب وابحث عن أي مصطلح غريب في أي علم من العلوم ، في الغالب ستجد صفحة في الويكيبيديا (الموسوعة الحرة) تشرح ذلك المصطلح بالتفصيل والمعلومات التي فيها ليس من شخص او طرف واحد بل هي نتاج مساهمة عدة أشخاص من عدة أمكان حول العالم (وهذه في حد ذاتها ميزة مفيدة جداً)

o_3محتوى تشاركي

أبدأ بما انتهيت به في الفقرة السابقة ، وهي أن المحتوى داخل صفحات موقع الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) هو محتوى تشاركي ، بمعنى أن عملية الكتابة داخل صفحات الموقع تتم من قبل عدة أشخاص وليس من قبل كاتب واحد، بعض الصفحات الدسمة تجد أنه قد تمت كتابتها من قبل عشرات الأشخاص المتخصصين والمهتمين بنفس المجال من مختلف أنحاء العالم ، بعض المعلومات قد عدلت وصححت وبعض الأجزاء قد نقحت وطعمت بأمثلة وتجارب ، وعملية الإضافة والتنقيح لا تتوقف بل تستمر ، فالباب مفتوح لكل من لديه معلومة في نفس المجال أن يضيف ما لديه إلى نفس الصفحة.
الكتاب يتم كتابته وتأليفه من قبل شخص أو شخصين في الغالب ، وعندما يريد القارئ أن يتلقى المعرفة من أكثر من مصدر ومن أكثر من شخص فإنه يلجأ إلى قراءة عدة كتب في نفس المجال كي يصل إلى المعلومة من أكثر من مصدر ، الوصول إلى الكتب المختلفة في نفس المجال قد يكون أمر صعب أو مكلف ، لكن في موقع الويكيبيديا انت تقرأ من أكثر من مصدر بالفعل في نفس الصفحة ، كل شخص يكتب من الزاوية المتمكن منها ويضيف المعلومة المطلع عليها، كما أن الوصول إلى المصادر المختلفة عبر الانترنت أسهل وأسرع ويتطلب فقط نقرات بسيطة على لوحة المفاتيح.

o_4الروابط التشعبية

من المميزات المهمة في شبكة الانترنت والتي أثرت وتؤثر بشكل كبير على عملية التعلم والوصول إلى المعلومة ،، فكرة الروابط التشعبية ، هذه الفكرة التي هي من أساس تصميم وتطوير الوب ومواقع الانترنت ، الروابط التي تنقلك من صفحة إلى صفحة أخرى، عندما تقرأ مقالة أو صفحة معرفية في مجال من المجالات ثم يتم ذكر أحد المصطلحات في تلك المقالة ويتم ربط هذا المصطلح بصفحة اخرى تشرح هذا المصطلح بالتفصيل لمن لا يعرف معناه ، عندها يمكنك النقر بكل بساطة للدخول إلى صفحة جديدة وقراءة معلومات متعلقة ومن ثم العودة لإكمال المقالة الأصلية بعد أن تكون قد استوعبت ذلك المصطلح ،، هذه الميزة حلت لنا مشكلة كبيرة نواجهها في عملية التعلم.
المشكلة الكبيرة هي ضعف الخلفية المعرفية لأجزاء معينة أو مصطلحات محددة ، لأن العلوم تراكمية تبنى فوق بعضها ويعتمد بعضها على بعض ، لذلك فإن المادة المعرفية (كتاب مثلا او مقالة) تفترض ان لديك خلفية أولية في أشياء محددة، وهذه المادة سوف تبني فوق هذه الخلفية وتنقلك إلى مستوى أكبر ، هي لن تأخذك من البداية ، لذلك فالطالب عندما يحاول فهم جزئية من الجزئيات وهو لا يمتلك الخلفية المعرفية الأساسية التي تقف عليها هذه الجزئية ، فسيجد صعوبة كبيرة في الفهم،، وربما يتعقد منها ومن المادة بأكملها، فهو يعتقد أنها صعبة جداً ومعقدة وفوق طاقته العقلية ، بينما السبب يعود فقط لأنه لا يعرف الخلفية المعرفية الأساسية لهذه الجزئية أو هذه المادة.
موقع الويكيبيديا من أكبر وأضخم المواقع المعرفية ، فهو يحتوي على كنوز كثيرة من العلوم والمعارف والمعلومات في شتى فروع العلم ، ومن ضمن الأشياء المهمة التي تجعل هذا الموقع وسيلة فعالة في اكتساب المعرفة هو الروابط التشعبية ، ففي هذا الموقع تجد هذه الخاصية واضحة وجلية ومستخدمة بشكل مكثف ، حيث يتم ربط الصفحات الداخلية بعضها ببعض بواسطة هذه الروابط ، مثلاً أنا استمتع وأستفيد كثيراً عندما اقرأ عن أحداث تاريخية عبر هذا الموقع ، فأنا عندما أقرأ عن حادثة معينة حدثت في زمن من الأزمان ، أقف على أحداث أو أشخاص ليس لدي أي معرفة بهم ، لكن بواسطة الروابط التشعبية أستطيع معرفة تلك الشخصيات أكثر وأقرأ عن تلك الأحداث ثم أعود إلى المقالة الأصلية لأكمل قراءة المقالة ، وأحياناً أتنقل بين الروابط من صفحة إلى أخرى فأتعرف على الكثر من الأحداث المترابطة وأكون صورة مكتملة عن تلك الحقبة وعن أحداثها الهامة.

o_5حرية المكان

قبل عصر الوب ومواقع الانترنت ، كان المكان الأنسب لاكتساب المعرفة وقراءة الكتب هو في تلك المكتبات العريقة الكبيرة في المدن الرئيسية ، إذا اردت ان تجد الكثير من المصادر وأن تتلقى العلم من منابعه الأصلية فأفضل مكان هو تلك المكتبات لأنها تحتوي على أمهات الكتب وأكثر المصادر دسومة وأغناها محتوى ، يمكنك أيضاً أن تشتري كتاباً لتقرأة داخل منزلك ، لكن من الصعب أن تجد خيارات اخرى ومرونة اكبر في مسألة المكان لأن الكتب وخاصة الكبيرة يصعب حملها وقراءتها في أي مكان يخطر على بالك ، وسيكون الأمر أكثر صعوبة إن أردت ان تقرأ من أكثر من مصدر في نفس الوقت ،، لكن مع شبكة الانترنت فهنالك حرية كبيرة في تحديد مكان القراءة واكتساب المعرفة.
تخيل أنك قررت أن تتعلم وتكتسب بعض المعرفة بينما تستمتع بالجو الجميل في إحدى الحدائق الجميلة في مدينتك أو فوق رمال إحدى الشوائط الجميلة بالقرب من مسكنك ،، سيكون الأمر بسيطاً جدا وميسراً باستخدام جهاز لوحي مع توصيل بالانترنت لتصل إلى ما تريد من مصادر مجانية على شبكة الانترنت ، إنها ثورة في وسائل المعرفة نعيشها في عصرنا الحالي لكن القليل من يلتفت إليها ويستفيد منها.

o_6الوصول للمطلوب بالضبط

الكتب الورقية عادة ما تبدأ بمقدمات طويلة ومحتوى نظري ممل في بعض الأحيان ، أحياناً يريد المستخدم او القارئ ان يصل إلى معلومة محددة بالضبط ، طبعاً يمكنه الاستعانة بفهرس الكتاب لمعرفة الأجزاء المختلفة ومن ثم الوصول لما يريد ، لكن تبقى وسيلة الوب والانترنت أسهل وأسرع في الوصول إلى المعلومة المطلوبة بالضبط دون تضييع الوقت في أمور جانبية أو مقدمات نظرية.
إذا أردت أن تعرف معلومة بسيطة وسريعة فالانترنت هو الخيار الأول لذلك ،، فلو أردت مثلاً معرفة كم يبعد كوكب المريخ عن الشمس فهل ستفضل البحث في الكتب عن هذه المعلومة أم سؤال العم قوقل ؟ عندما تريد أن تعرف أشياء محددة فإن استخدام الوب والانترنت أفضل وأسهل وأسرع بكثير من استخدام الكتب ، كما أن المعرفة العملية مثل (كيف أقوم بـ …..) من الصعب اكتسابها عبر الكتب ، لكن عبر الانترنت ستجد بغيتك بكل بساطه وبالصور والفيديو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق